عُقد في العاصمة الرواندية كيغالي اجتماع عسكري رفيع المستوى بين مسؤولين من القوات المسلحة الرواندية ونظرائهم الفرنسيين، في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين.
فقد استقبل رئيس هيئة أركان قوات الدفاع الرواندية، الجنرال موغانغا مبارك، يوم الأحد، وفداً فرنسياً بقيادة الجنرال باتريك فاغليو، رئيس قسم التعاون الثنائي الجنوبي في هيئة أركان الدفاع المشتركة للقوات المسلحة الفرنسية. وتأتي الزيارة، التي جرت يومي 4 و5 ديسمبر 2025، ضمن أعمال الدورة الثالثة للجنة العسكرية المشتركة بين الجانبين.
وناقش الطرفان عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تطوير برامج التدريب العسكري وتبادل الخبرات، وذلك في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة في منطقة البحيرات الكبرى.
ويحمل هذا اللقاء دلالات سياسية مهمة، إذ يعكس استمرار التقارب بين باريس وكيغالي بعد سنوات من التوتر المرتبط بدور فرنسا خلال الإبادة الجماعية عام 1994. وفي هذا السياق، زار الوفد الفرنسي النصب التذكاري لضحايا الإبادة ضد التوتسي في كيغالي، في خطوة ترمز إلى دعم مسار المصالحة وتعزيز روابط الثقة بين البلدين.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه منطقة شرق الكونغو الديمقراطية جهوداً إقليمية لتعزيز الاستقرار، وسط اتهامات من كينشاسا لرواندا بدعم جماعات مسلحة، وهي الاتهامات التي تنفيها كيغالي.
ويُنظر إلى التعاون العسكري المتجدد بين فرنسا ورواندا كجزء من توجه باريس لإعادة بناء علاقاتها مع الدول الأفريقية عبر تعزيز الشراكات الأمنية، بما يضمن لها دوراً أكبر في الملفات الإقليمية الحساسة بعد تراجع نفوذها في بعض مناطق القارة.