أعلنت بوركينا فاسو عن اعتماد دخول بدون رسوم تأشيرة لجميع المسافرين من الدول الإفريقية، في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة الأشخاص والبضائع إلى داخل البلاد.
وقال وزير الأمن في البلاد، محمدو سانا، عقب اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة القائد العسكري النقيب إبراهيم تراوري يوم الخميس: "من الآن فصاعداً، لن يدفع أي مواطن من دولة إفريقية أي مبلغ مقابل رسوم التأشيرة لدخول بوركينا فاسو".
وأوضح الوزير أن الزوار الأفارقة سيُطلب منهم مع ذلك تقديم طلب تأشيرة عبر الإنترنت، ليخضع لاحقاً للمراجعة والموافقة.
وبذلك تنضم الدولة الواقعة في غرب إفريقيا إلى دول مثل غانا ورواندا وكينيا التي خففت في السنوات الأخيرة من متطلبات السفر للزائرين الأفارقة.
النقيب تراوري، وهو ضابط شاب استولى على السلطة عبر انقلاب في عام 2022، يقدم نفسه باعتباره نصيراً للأفريقية (البان-أفريكانزم)، وغالباً ما يوجه انتقادات للغرب والاستعمار.
ويحظى تراوري بإعجاب في القارة بسبب قيادته الكاريزمية، وقد غذّت وسائل التواصل الاجتماعي شعبيته، بما في ذلك العديد من المنشورات المضللة التي ساهمت في تعزيز صورته الثورية.
لكن تراوري تعرض أيضاً لانتقادات بسبب أسلوبه السلطوي في الحكم، وطريقة تعامله مع المعارضة، وكذلك بسبب استمرار التمرد الجهادي في البلاد.
وكما هو الحال لدى جيرانها في منطقة الساحل، تخوض بوركينا فاسو معارك مع جماعات جهادية مسلحة، حيث يُقدَّر أن نحو 40% من أراضي البلاد تقع تحت سيطرتها.
ورغم تعهدات حكومة تراوري العسكرية بتحسين الوضع الأمني، وسعيها لإقامة شراكات جديدة مع روسيا، فإن الوضع لا يزال خطيراً مع استمرار الهجمات المتكررة.
وقالت خدمة إعلام المجلس العسكري في بيان صدر مساء الخميس إن إلغاء رسوم التأشيرات لمواطني القارة يعكس ارتباط بوركينا فاسو بمبادئ الوحدة الإفريقية ويعزز التكامل الإقليمي.
وأضاف البيان أن "نظام التأشيرة المجانية للمواطنين الأفارقة سيساعد أيضاً في تعزيز السياحة والثقافة البوركينية، وتحسين صورة بوركينا فاسو في الخارج".
وقد حاولت عدة دول إفريقية في السنوات الأخيرة تخفيف متطلبات السفر للزوار من باقي أنحاء القارة، إذ أظهرت دراسات أن زيارة بعض الدول الإفريقية غالباً ما تكون أسهل بالنسبة لمواطني الدول الغربية مقارنة بمواطني إفريقيا أنفسهم.
كما تدفع الاتحاد الإفريقي (AU) باتجاه تسهيل السفر داخل القارة.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت غانا أن جميع حاملي جوازات السفر الإفريقية سيتمكنون من زيارة أراضيها دون الحاجة إلى تأشيرة.
أما كينيا، فقد أدخلت العام الماضي سياسة "الدخول بدون تأشيرة" التي تتطلب من معظم الزائرين التقدم للحصول على تصريح عبر الإنترنت قبل مغادرة بلدانهم.
كما أن الزوار الأفارقة إلى رواندا لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخولها.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت خطوة بوركينا فاسو ستساعد في تحسين علاقاتها مع جيرانها.
فبوركينا فاسو، إلى جانب دولتين أخريين يحكمهما العسكريون – مالي والنيجر – انسحبت من التكتل الإقليمي لغرب إفريقيا (إيكواس) لتشكيل تحالف جديد، وقطعت علاقاتها مع القوة الاستعمارية السابقة فرنسا، متحالفة بدلاً من ذلك مع روسيا.