أكد وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، السبت، أن بلاده لا يمكن استبعادها من مجموعة العشرين، مشدداً على أن أي دولة عضو لا تملك صلاحية اتخاذ مثل هذا القرار بشكل منفرد. وجاء تصريح لامولا رداً على إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عزمه دعوة بولندا لحضور قمة مجموعة العشرين المقررة في ميامي عام 2026 بدلاً من جنوب أفريقيا.
وقال لامولا في بيان رسمي إن بلاده “عضو مؤسس في مجموعة العشرين، ووجودها يستند إلى شرعية كاملة لا يمكن الطعن فيها”، رافضاً الاتهامات الأميركية بشأن سوء الإدارة والاستقطاب السياسي والفساد. وأضاف أن رئاسة جنوب أفريقيا للمجموعة ترتكز على تعزيز مشاركة دول أفريقيا والجنوب العالمي باعتبارها “شريكاً متكافئاً” داخل المنصة الدولية.
ورغم الانتقادات الأميركية، أكد لامولا أن جنوب أفريقيا ما زالت منفتحة على الحوار مع واشنطن.
وكان روبيو قد وجّه اتهامات للحكومة الجنوب أفريقية بسوء الإدارة الاقتصادية واعتماد سياسات “مناهضة لأميركا”، معتبراً أن ما وصفه بـ“التمييز ضد البيض” ساهم في تراجع الاقتصاد وخروج البلاد من قائمة أكبر 20 اقتصاداً صناعياً.
كما أعلن أن الولايات المتحدة لن تدعو جنوب أفريقيا لحضور اجتماعات مجموعة العشرين خلال فترة رئاستها، وأن بولندا ستحل مكانها “في الموقع الذي تستحقه”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل سجال ممتد بين واشنطن وبريتوريا، خاصة بعد غياب الولايات المتحدة عن قمة مجموعة العشرين الأخيرة في جنوب أفريقيا، وتبرير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذلك بما وصفه بـ“العنف ضد البيض” في البلاد، وهي ادعاءات تنفيها الحكومة الجنوب أفريقية.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن البيض، الذين يشكلون نحو 8% من السكان، ما زالوا يمتلكون أكثر من 70% من الأراضي، بينما لا يمتلك السود، الذين يمثلون 80% من السكان، سوى 4% فقط. وقد أثار “قانون نزع ملكية الأراضي 2024” الذي وقّعه الرئيس سيريل رامافوزا، جدلاً واسعاً لأنه يسمح بنزع الملكية دون تعويض بهدف تسريع عملية إعادة توزيع الأراضي.

