المركز الأفريقي للاستشارات African Center for Consultancy

أخبار

الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام في واشنطن

07/12/2025
الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام في واشنطن

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن توقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تهدف إلى إنهاء عقود من الصراع المسلح في شرق الكونغو، رغم استمرار المعارك الميدانية التي أثارت تساؤلات حول جدوى الاتفاق.

جرى التوقيع في معهد يحمل اسم ترامب بحضور الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي. وقال ترامب خلال مراسم التوقيع إنه يعتبر الاتفاق "معجزة عظيمة"، مشدداً على أنه يفتح الباب أمام تعاون موسع يشمل أيضاً اتفاقات حول المعادن الحيوية في البلدين، في وقت تتصاعد فيه المنافسة الدولية حول الكوبالت والكولتان اللذين تزخر بهما الكونغو.

وأضاف ترامب مخاطباً الرئيسين: "قضيتما سنوات في الاقتتال، والآن ستقضيان سنوات في التعاون والاستفادة الاقتصادية… كما تفعل كل الدول الأخرى"، قبل أن يعلن أن الولايات المتحدة ستسعى لاستثمار واسع في المعادن الأرضية النادرة.

ومع ذلك، تبنّى كاغامي وتشيسكيدي لهجة أكثر واقعية. فقد أكد كاغامي أن "العثرات ستكون موجودة بلا شك"، فيما وصف تشيسكيدي الاتفاق بأنه "بداية مسار جديد يتطلب كثيراً من العمل الجاد". وتأتي تصريحاتهما في ظل استمرار هجمات حركة إم23 المسلحة، التي تقول الأمم المتحدة إنها مدعومة من رواندا، وتحقق تقدماً عسكرياً في مناطق عدة شرق الكونغو.

وتفاخر ترامب بأن النزاع في الكونغو هو من بين "ثماني حروب" قال إنه أنهى مسارها منذ عودته إلى البيت الأبيض عام 2025، ولم يُخفِ تطلعه لنيل جائزة نوبل للسلام. وربط الرئيس الأمريكي الاتفاق بمساعٍ لتأمين حصة للشركات الأمريكية في استغلال موارد الكونغو الغنية، مؤكداً: "سنستخرج المعادن الأرضية النادرة… وسيجني الجميع الكثير من المال".

وفي المقابل، أكدت المتحدثة باسم الرئاسة الكونغولية تينا سلامة أن الاتفاق يشمل السلام والتكامل الاقتصادي والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، لكنها نفت بشدة مبدأ "تبادل السلام بالمعادن"، مؤكدة سيادة كينشاسا على مواردها، ولم تستبعد مناقشة ملفات أخرى بينها ترحيل مهاجرين أمريكيين ضمن إطار التفاهمات.

ويأتي الاتفاق الجديد في منطقة يغلب عليها العنف منذ ثلاثة عقود، ازدادت حدته مع عودة إم23 عام 2021 وسيطرتها على مدن كبرى مثل غوما وبوكافو، رغم سلسلة اتفاقات سابقة انتهكت جميعها، ما يجعل نجاح الاتفاق الأخير رهناً بوقف التصعيد على الأرض وتفعيل المسار السياسي.