توفّي المعارض الكاميروني أنيسيت إيكانِه أثناء احتجازه يوم الاثنين، وفق ما أكده محاميه وأفراد من عائلته، في تطوّر مرشّح لزيادة التوترات السياسية في البلاد. إيكانِه، البالغ 74 عاماً، وهو زعيم حزب الحركة الإفريقية من أجل استقلال جديد وديمقراطية (MANIDEM)، كان قد اعتُقل في 24 أكتوبر عقب احتجاجات تلت الانتخابات، في خطوة وصفها حزبه بأنها “عملية خطف” نفذها جنود كاميرونيون.
وكان يواجه تهماً بـ“العداء ضد الدولة” و“التحريض على التمرّد” و“الدعوة إلى العصيان”، وهي اتهامات نفى صحتها قبل وفاته.وتأتي وفاته في ظل وضع متوتر أصلاً في الكاميرون، حيث قتلت قوات الأمن 48 مدنياً خلال تفريق احتجاجات اندلعت رفضاً لإعادة انتخاب الرئيس بول بيا، البالغ 92 عاماً، والذي يحكم البلاد منذ عام 1982 ويُعد أقدم رئيس في العالم حالياً.
وقال محاميه، نغوانا أولريش جوفينال، إن إيكانِه كان بالكاد قادراً على الكلام خلال زيارته قبل أيام قليلة من وفاته، فيما أكدت شقيقته ماريان سيمون-إيكانِه نبأ الوفاة عبر فيسبوك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الكاميرونية في بيان أنها فتحت تحقيقاً لمعرفة سبب الوفاة، موضحة أن إيكانِه توفي في المركز الطبي العسكري للدرك الوطني في ياوندي، حيث كان يتلقى العلاج من مرض مزمن على يد أطباء عسكريين وخاصين.
وكان حزب أنيسيت إيكانِه قد ذكر في بيان بتاريخ 21 نوفمبر أن جهاز الأوكسجين الخاص بإيكانِه وأجهزة طبية ضرورية أخرى بقيت محجوزة داخل سيارته المحتجزة لدى مركز الشرطة العسكرية في العاصمة الاقتصادية دوالا، متهماً قائد المركز بمنع المحامين مراراً من استعادتها، ووصف الأمر بأنه “انتهاك صارخ لحقوق الإنسان” يصل إلى “قتل مُتعمد”.
وقد أثار اعتقال إيكانِه، إضافة إلى عضوة الحزب فلورنس إيمي تيتشو وآخرين من أنصار المرشح الرئاسي عيسى تشيروما بكاري، إدانة واسعة من أحزاب المعارضة التي طالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. أما تشيروما، فقد فرّ إلى غامبيا، حيث تستضيفه السلطات هناك “لدواعٍ إنسانية”.