افتُتحت في العاصمة الغينية كوناكري، نهاية الاسبوع السابق أعمال النسخة السابعة من قمة تحوّل أفريقيا (TAS)، التي ينظمها تحالف افريقيا الزكية بالشراكة مع الحكومة الغينية، في أكبر حدث قاري مخصص للتحول الرقمي والابتكار التكنولوجي.وتنعقد القمة هذا العام تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لأفريقيا: ابتكر محليًا، واثّر عالميًا"، في أول استضافة للحدث داخل غرب أفريقيا الفرانكفونية، مما يضع كوناكري في قلب الجهود الإقليمية لبناء مستقبل رقمي يقوم على الابتكار المحلي.
وأكدت وزيرة البريد والاتصالات والاقتصاد الرقمي، روز بولا برايسمو، أن استضافة القمة تتوافق مع أهداف إستراتيجية سيماندو 2040، مشيرة إلى تقدم كبير في مجال السيادة الرقمية.كما أعلنت أن غينيا رفعت سعة الألياف الضوئية أربعة أضعاف، ووسعت الشبكة إلى أكثر من 12 ألف كيلومتر، مع تعزيز الربط الإقليمي بدعم كابل بحري ثانٍ. وربطت البلاد أكثر من 500 مدرسة ضمن مبادرة "غيغا" ، في إطار برنامج شامل لتطوير المهارات الرقمية وإنشاء "تكنوبارك" وطني قريبًا.
وقال المدير العام لتحالف افريقيا الزكية، لاسينا كوني، إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استراتيجية لإعادة صياغة مسار التنمية في القارة، مضيفًا: " الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا، بل فرصة لتوجيه التنمية اعتمادًا على مواهبنا وواقعنا. مهمتنا هي ضمان أن يخدم الذكاء الاصطناعي المواطنين الأفارقة".
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور الرئيس الغيني مامادي دومبويا، والرئيس الرواندي بول كاغامي رئيس مجلس إدارة التحالف.وأكد دومبويا التزام بلاده بتسريع التحول الرقمي، فيما دعا كاغامي إلى مزيد من الاستثمار في البنية التحتية وتعميق التعاون الإقليمي للحفاظ على زخم التطور الرقمي.
وتشارك في القمة مؤسسات عالمية كالاتحاد الدولي للاتصالات واليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي، إضافة إلى شركات كبرى مثل Meta وMicrosoft وHuawei وKaspersky، وأكثر من عشرة وزراء أفارقة معنيين بالاقتصاد الرقمي.
وتستقطب القمة أكثر من 3,000 مشارك من 40 دولة، عبر جلسات نقاشية ومعارض وعروض تقنية مباشرة.
وبهذا الحدث الضخم، ترسخ كوناكري موقعها كمركز ناشئ للابتكار التكنولوجي في القارة، في وقت يتجه فيه القادة والخبراء لصياغة العقد الرقمي القادم لأفريقيا.