حذّر خبراء الصحة العالمية من أن خفض المملكة المتحدة مساهمتها في الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بنسبة 15% سيترك دول أفريقيا أمام “خيارات مستحيلة”، ويقوّض إرث لندن في مكافحة الأمراض المعدية.
فقد أعلنت الحكومة البريطانية تعهّدًا جديدًا بقيمة 850 مليون جنيه إسترليني للدورة التمويلية المقبلة، مقارنة بمليار جنيه في السابقة، وذلك تماشيًا مع خفض ميزانية المساعدات بهدف زيادة الإنفاق الدفاعي. وبينما قالت وزيرة التنمية جيني تشابمان إن الخفض “محدود” وسيسهم في إنقاذ أكثر من مليون شخص ومنع ملايين الإصابات، يرى نشطاء أن الآثار ستكون خطيرة.
البروفسور كينيث نغوري، الرئيس المنتخب للجمعية الدولية للإيدز، أكد أن أي تقليص في التمويل سيؤثر على قدرة الدول الأفريقية على حماية الفئات الضعيفة، محذرًا من تباطؤ إدخال أدوية جديدة لفيروس HIV. كما قالت جوي فومافي من “تحالف قادة أفريقيا للملاريا” إن الخفض سيقلل وصول الأدوية وشِباك الوقاية والتشخيصات في القارة، مشيرة إلى أن الصندوق يؤمّن نحو 59% من التمويل الدولي لمواجهة الملاريا.
وتُظهر أبحاث حديثة أن خفضًا عالميًا بنسبة 20% قد يؤدي إلى 330 ألف وفاة إضافية بحلول عام 2040 بسبب الملاريا. كما دعا ناشطون، منهم جون بلاستو من منظمة Frontline Aids، المملكة المتحدة إلى مراجعة موقفها لاحقًا لتعزيز القيادة الدولية في مكافحة HIV.
واقترح أدريان لوفِت من حملة One إعادة توجيه 74 مليون جنيه من وفورات تكاليف إيواء طالبي اللجوء إلى الصندوق العالمي. وفي السياق نفسه، أكد الدكتور أندريه كليبيكوف من أوكرانيا أن مئات الآلاف يعتمدون على تمويل الصندوق للحصول على خدمات HIV والسل خلال الحرب، مشيدًا رغم ذلك بالتزام بريطانيا في الظروف الحالية.
ويظل الصندوق العالمي، بدعم حكومات ومؤسسات كـ مؤسسة بيل وميليندا غيتس، أحد أبرز ركائز الاستجابة الدولية لمكافحة الأمراض المعدية.

