المركز الأفريقي للاستشارات African Center for Consultancy

أخبار

جنوب أفريقيا تتجه لتسليم رئاسة مجموعة العشرين إلى “كرسي فارغ” وسط تصاعد التوتر مع واشنطن

16/11/2025
جنوب أفريقيا تتجه لتسليم رئاسة مجموعة العشرين إلى “كرسي فارغ” وسط تصاعد التوتر مع واشنطن

مع اقتراب انعقاد قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ يومي 22 و23 نوفمبر، يتواصل التصعيد الدبلوماسي بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، في ظل قرار واشنطن مقاطعة القمة وغياب أي تمثيل حكومي أميركي. ويأتي هذا الخلاف امتدادًا لسلسلة من التوترات بين البلدين خلال الشهور الماضية، شملت تصريحات أميركية مثيرة للجدل حول “اضطهاد” السكان البيض في جنوب أفريقيا، واتهامات من إدارة ترامب لحكومة بريتوريا بارتكاب “انتهاكات حقوق الإنسان” — وهي مزاعم تنفيها جنوب أفريقيا بشدة وتعدّها جزءًا من سردية سياسية غير دقيقة.

في هذا السياق، أعلن الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أن بلاده ستسلم رئاسة مجموعة العشرين بشكل رمزي إلى “كرسي فارغ”، في دلالة مباشرة على غياب الولايات المتحدة عن القمة، قائلاً إنه “سيقوم بتسليم رمزي”، رغم رفضه سابقًا لفكرة تسليم الرئاسة إلى مقعد خالٍ.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة لن تشارك في القمة، مستندًا إلى مزاعم متداولة — سبق تفنيدها — حول “ذبح” أو “تهجير” المواطنين البيض، وخصوصًا الأفريكانر المنحدرين من أصول هولندية. كما أوضح أن قبول اللاجئين إلى الولايات المتحدة هذا العام سيتركز بدرجة كبيرة على هذه الفئة تحديدًا.

وتعبر السلطات الجنوب أفريقية عن استيائها من إصرار ترامب على رواية “التطهير العرقي” بحق الأفريكانر، مؤكدة أنه لا توجد سياسات تمييزية ضد أي فئة في بلد يشكل السود غالبية سكانه.

ورغم هذا التوتر السياسي، شدد رامافوزا على أن أولويته تظل الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع أحد أهم شركاء بلاده التجاريين. وقال: “نصدّر منتجات تذهب مباشرة إلى المستهلك الأميركي، وليس إلى البيت الأبيض”. وأضاف: “قد يرى البعض أنه ينبغي عدم التواصل مع الولايات المتحدة، لكن في بعض الأحيان يجب أن تتحدث مع أطراف ليست ودودة دائمًا… حفاظًا على مصالح شعبك”.

وبينما تستعد جوهانسبرغ لاستقبال قادة مجموعة العشرين، ستظل “الكرسي الأميركي الفارغ” رمزًا لواحدة من أكثر لحظات التوتر سوءًا في العلاقة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة