مدد مجلس الأمن الدولي ولاية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى لعام آخر، في قرار أيده 14 عضواً مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وينص القرار على استمرار عمل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) حتى 15 نوفمبر 2026، مع إمكانية خفض قوامها بعد الانتخابات المقررة في عامي 2025 و2026. وتعد هذه البعثة، التي أُنشئت عام 2014 عقب اندلاع حرب أهلية أطاحت بالرئيس فرانسوا بوزيزي، إحدى الركائز الأساسية لمحاولات تثبيت الأمن في البلاد.
ورغم التمديد، قرر المجلس تقليصاً طفيفاً لعدد الجنود من 14,400 إلى 14,046، نتيجة ضغوط مالية ناجمة عن تخفيضات أميركية في مساهمات عمليات حفظ السلام. كما أكد عزمه إعادة تقييم حجم البعثة بعد انتهاء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وتتجه البلاد نحو انتخابات رباعية (رئاسية وتشريعية وإقليمية وبلدية) في 28 ديسمبر ، يحق فيها لنحو 2.3 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم. غير أن قوى المعارضة أعلنت مقاطعتها، متهمة الحكومة بالسعي للهيمنة على العملية الانتخابية، فيما يسعى الرئيس فوستان آرشانج تواديرا لولاية ثالثة.
وكشف القرار عن تباينات داخل المجلس؛ إذ شددت فرنسا على أن الهدف من التمديد هو ضمان تهيئة الظروف اللازمة لعودة دائمة للاستقرار، بما يمهد لانتقال تدريجي لمسؤوليات الأمن إلى مؤسسات الدولة. من جانبها، رحبت حكومة أفريقيا الوسطى بالقرار، محذرة من أن أي انسحاب سريع قد يقوض المكاسب الأمنية المحققة.
أما الولايات المتحدة، فدعت إلى تمديد مدته 6 أشهر فقط أو خفض أكبر لأعداد القوات، معتبرة أن ذلك يمنح المجلس رؤية أوضح لمستقبل البعثة بعد الانتخابات.
ويأتي هذا التمديد في وقت تمر فيه البلاد تحديات أمنية وسياسية معقدة، ما يجعل مستقبل مينوسكا مرهوناً بنتائج العملية الانتخابية وقدرة الحكومة على ترسيخ الأمن في عموم الأراضي.