أعلنت مصادر انفصالية في شمال مالي عن تنفيذ هجوم مسلح مشترك استهدف رتلاً تابعًا للجيش المالي، في منطقة "ألكيت" الواقعة بين مدينتي كيدال وأنفيس، شمال البلاد، وذلك بمشاركة مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وبحسب بيان صادر عن الجبهة الأزوادية، فإن الهجوم نُفذ صباح يوم الاثنين، وأسفر عن مقتل جميع عناصر الرتل العسكري المؤلف من أربع آليات، بينها واحدة مدرعة، والاستيلاء على عتادهم وأسلحتهم. ولم تُعلن القوات المسلحة المالية عن عدد الضحايا، لكنها أكدت وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة.
وأشار الانفصاليون إلى أن الجيش المالي رد لاحقًا بهجوم جوي نفذته طائرة مسيّرة، غير أن الضربة لم تصب أهدافها بدقة. وأضاف البيان أن القوات الجوية أرسلت أيضًا مروحية عسكرية، لكنها تعرضت لنيران مضادة أجبرتها على الهبوط الاضطراري في مطار كيدال العسكري.
ويُبرز هذا الهجوم المشترك تعقيد المشهد الأمني في شمال مالي، إذ رغم التنسيق الميداني بين الطرفين، فإن أهداف كل من حركة أزواد وجماعة نصرة الإسلام تتباين بشكل جوهري؛ فبينما تسعى الحركة الأزوادية إلى إقامة دولة مستقلة في إقليم أزواد، وسبق أن وقعت اتفاق سلام مع الحكومة المالية، فإن جماعة نصرة الإسلام ترفض أي تفاوض مع السلطة، وتهدف إلى فرض الشريعة الإسلامية في منطقة الساحل.
ويُشار إلى أن جماعة نصرة الإسلام تتبع نهجًا أكثر تطرفًا، يشمل تنفيذ عمليات اختطاف واحتجاز رهائن لتحقيق أهدافها، في حين تبتعد حركة أزواد عن استهداف المدنيين أو استخدام أساليب الفدية، وتتركز أنشطتها في مهاجمة المواقع العسكرية.