المركز الأفريقي للاستشارات African Center for Consultancy

دراسات سياسية

مالي.. داعش يسيطر على "أهم مثلث" في صحراء أزواد

12/06/2023
مالي.. داعش يسيطر على "أهم مثلث" في صحراء أزواد

وكالات - المركز الأفريقي للاستشارات

 

سيطر تنظيم داعش الإرهابي على منطقة جديدة في ولاية ميناكا شمالي مالي، بعد هجوم دام ما يقربه من هدفه في الاستيلاء على الولاية لإعلان ما يسمّيها بـ"دولة الخلافة"، والتحكم في مناطق التهريب الحدودية.

ووفق مصادر تحدّثت لموقع "سكاي نيوز عربية" من إقليم أزواد شمال مالي، شن تنظيم "داعش الصحراء الكبرى"، السبت، هجوما على تيدغمين، دون مقاومة، أسفر عن سيطرته على المنطقة، وقتل 10 مدنيين.

واختلفت المصادر بشأن ما إن كان بالسيطرة على المنطقة أصبحت ولاية ميناكا في يد داعش بشكل كامل.

وحسب توضيح من أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، لـ" رويترز"، فإن ميناكا مهمة لداعش لتحقيق هدفه بإعلان "ولاية" له في مالي.

وتعد ميناكا، الواقعة في المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من أبرز نقاط تهريب المسلحين والسلاح والمخدرات والوقود والمهاجرين غير الشرعيين، وهي أنشطة إجرامية تغدق أموالا ضخمة لداعش؛ ولذا حولها منافسة شديدة مع جماعة "نصر الإسلام والمسلمين".

وفي تقرير سابق لـ"رويترز"، أوضح خبراء أن التنظيم الإرهابي يهدف إلى تهجير البدو والمدنيين في مناطق المثلث الحدودي، والاستيلاء على المنطقة؛ لكونها كذلك غنية بالنفط والغاز.

وحذر الباحث في "مركز راند" الأميركي للاستشارات الأمنية، مايكل شوركين، من أنه بسيطرة "داعش الصحراء الكبرى" على ميناكا "أصبح وجودهم أكثر قوة؛ فهم يجلبون معهم انعدام الأمن والفوضى، على عكس جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التي تتمتع بحاضنة شعبية في بعض المناطق".

ويتكوّن داعش في أغلبه من عناصر أجنبية تتعامل بشكل أكثر قسوة مع السكان المحليين، في حين تركّز جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المنافسة على استهداف قوات الأمن والجيش، والقوات الأجنبية.

لكن ممثل "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" في موريتانيا، السيد بن بيلا، يرى أن داعش لم يسيطر على ميناكا بشكل كامل، مشيرا إلى "وجود قوات تابعة للأمم المتحدة وبعض الحركات المسلحة في أزواد محسوبة على الجيش المالي هناك".

ويلفت إلى أن التنظيم "يروج لسيطرته على ميناكا كنوع من الدعاية لإضعاف الروح المعنوية للسكان المحليين، واستقطاب مقاتلين جدد، في إطار منافسته مع جماعة النصرة".

في نفس الوقت، يؤكد أن داعش "قوي في ولاية ميناكا" لاعتماده على استراتيجية "الكر والفر" المباغتة، والانسحاب السريع، والتفرق في الوديان الوعرة، كما يستفيد من الحدود الطويلة مع النيجر التي يتدفق عليه منها الدعم البشري من الجماعات المتطرّفة في النجير ونيجيريا وتشاد.

وفي وقت سابق، رصد مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية (مقره واشنطن) ومجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح ACLED، مؤشرات نفوذ الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل بوسط غرب إفريقيا، جاء فيه:

- يتنافس تنظيما "نصرة الإسلام والمسلمين، و"داعش" على تأسيس ما يدعيان أنها "دولة الخلافة"، ويعد التنظيم الأول الأكثر انتشارا.

- استعر الخلاف بعد الانسحاب الفرنسي من مالي، وتوقّف الطائرات الفرنسية التي كانت تعرقل بضرباتها تطوير الإرهابيين لعملياتهم.

 - زادت الهجمات 4 أضعاف منذ 2019، ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي خلال 2022.

- وسعت "النصرة" عمليات التجنيد في أزواد شمالي مالي، وبسطت سيطرتها لأول مرة على المناطق الجنوبية، بعد التحاق آلاف من أبناء هذه المناطق بتنظيم "ماسينا".

- عينت "النصرة" أمراء لمناطق في تيمبكتو شمالي مالي؛ وهو ما يعني بداية بروز معالم "دولة الخلافة" الخاصة بها.

- سجّل داعش نشاطا في الجزائر وبنين ونيجيريا، مع مساعٍ لإنشاء مركز تنسيق مع إرهابيين في ليبيا، مدفوعا بخطة توسع لإنشاء مشروعه للخلافة.